عام . مقالات
العادة الثامنة
لستيفن ر كوفي
الصادر عن دار الفكر بدمشق:
غاية هذا الكتاب تطوير القدرات البشرية .
وتطوير الإدارة والقيادات على كل الأصعدة .
وهو مفيد لكل من يريد تطوير نفسه ومهاراته .
وكل من يتحمل مسؤولية في هذه الحياة من أب إلى أم إلى موظف أو مدير أو قائد ---الخ .
يؤكد في كتابه على أن ديمومة أي نجاح في أي مجال كان يعتمد أساساً على الاستقامة والأخلاق والصدق وتجنب الظلم والتناغم مع المبادئ الكونية الثابتة ( القوانين الإلهية ).
ويؤكد على أن التطور المنشود للمجتمعات البشرية يتطلب أن يغير الناس نظرتهم من الأنا إلى الجماعة .
أي الانتقال من المجد والنصر الشخصي إلى المجد والنصر الجماعي .
وهذا يتطلب تضحية وجهد لنبذ الأنا والعمل من أجل الجماعة ومساعدة الآخرين على تفجير طاقاتهم وإبداعاتهم وترك أثر في هذا الوجود .
يعتقد الكاتب أن الإنسان مكون من أربع أجزاء ( الجسد العقل القلب الروح ) .
وبحسب هذه الأجزاء حدد الحاجات بأربع - مع يقيني علمه بأن في هذا التحديد إشكال كبير –
( بالحاجة للعيش والحاجة للمعرفة والحاجة للحب والحاجة لترك أثر ) .
واكتفى بتحديد الحاجات الروحية فقط بالحاجة للرضا .
وأنه ليس هناك طريق للوصول إلى الحاجة للرضا إلا بترك أثر .
وترك بقية الطرق الموصلة للرضا .
وترك بقية الحاجات الروحية العليا التي يحار البشر في كيفية بلوغها وهي الحاجة للأمن والطمأنينة والحاجة للأمل والنشوة الروحية والجسدية المتجددة والمستمرة .
ولنا قبل عرض فكرته بعض الملاحظات على الكتاب :
الأول في الصفحة 94 حين تكلم عن الذكاء الروحي .
قدم الكاتب قصة واقعية على أنها مثال عن الذكاء الروحي .
ويحال أن تجد في هذه القصة أي علاقة من أي جهة بالذكاء الروحي .
وكذلك في شرحه للضمير في الصفحة 111 .
أبدع هذا الكاتب بوضع ضابطة لأي قيادة كانت لتكون ناجحة وهي
الرؤية الانضباط الحماس والضمير .
وكان يقصد بالضمير الأخلاق .
وكان المثال الذي ضربه عن فشل القيادة عندما تتخلى عن الأخلاق ب ( هتلر ) مثالاً معبراً .
حيث امتلك الرؤية والانضباط والحماس لكنه كان بلا ضمير فسقط سريعاً .
وكان من المفترض و بحسب السياق العام للكتاب أن يشرح أكثر عن أسباب ونوازع هتلر العدوانية. والمتمثلة في النظرة العنصرية لهذا المثال للعرق الألماني والتي ترى بموجبها السيادة والسيطرة على بقية الأعراق والأجناس وهي سبب كل شرور هذا الرجل وغيره عبر التاريخ .
تلك النظرة التي يحاربها السياق العام للكتاب بطريقة أو أخرى .
سنبدأ من الصفحة 125 .
الوصايا العجيبة .
-كثيرا من الناس غير منطقيين ولا يهمهم سوى مصلحتهم .
-إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع خفية .
افعل الخير على أية حال .
-إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وحقيقيين .
انجح على أية حال .
-الخير الذي تفعله سوف ينسى غداً .
افعله على أية حال .
-إن الصدق والصراحة يجعلانك عرضة للانتقاد .
كن صادقاً وصريحاً على أية حال .
-إن أعظم الرجال والنساء الذين يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال والنساء اللاتي يملكن أصغر العقول .
احمل أفكاراً عظيمة على أية حال .
-الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين .
جاهد من أجل المستضعفين على أية حال .
-ما تنفق سنوات من أجل بنائه قد ينهار بين عشية وضحاها .
ابن على أية حال .
-الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة لكنهم قد يهاجموك إذا ساعدتهم .
ساعدهم على أية حال .
-إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة .
أعط العالم أفضل ما لديك .
إذا وصلت إلى غاية رائعة بوسيلة خاطئة
فإن هذه الغاية ستتحول إلى زبد يذهب غثاء .
إن الحكمة تدلنا كيف نصل إلى أفضل الغايات باستخدام أفضل الوسائل .
لكي تحافظ على احترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الآخرين بفعل ما تعرف أنه الصواب
على أن ترضيهم بفعل ماتعرف بأنه الخطأ.
ما هي العادة الثامنة ؟
العادة الثامنة هي في أن تكتشف قدراتك و وطاقاتك الإبداعية
ومن ثم تلهم الآخرين باكتشاف طاقاتهم الإبداعية .
ولابد قبل الولوج في شرح هذه العادة من استعراض العادات السبع السابقة لها وهي
1-كن مبادراً
2-ابدأ والغاية في ذهنك .
3-ابدأ بالأهم قبل المهم .
وبهذا تكون قد تخليت عن اعتمادك على الآخرين وبدأت بالاعتماد على نفسك.
وحققت مجدك ونصرك الشخصي .
4- فكر بتحقيق المنفعة للآخرين .
5- اسع إلى فهم الآخرين ثم اسع إلى أن يفهموك .
6- تكاتف مع الآخرين .
وبهذا تكون قد حققت النصر والمجد الجماعي .
7- هو بشحذ المنشار ويقصد بها التطوير المستمر للوصول إلى الإنسان الكامل ويعني التعليم والتعلم المستمر والاستمرار في رفع مستوى ضبط السلوك إلى أقصى حد ممكن .
والعادة الثامنة هنا هي عادة مكملة للعادات الأربعة الأخيرة .
غايتها أن يبحث كل منا عن صوته أو طاقاته الإبداعية في هذه الحياة فكل منا في داخله شوق فطري عميق يدفعه للعثور على صوته .
والدليل على هذا هو الانفجار الأسي لشبكة الأنترنت فالرغبة الملحة لاستخدام الانترنت والاستخدام الهائل له حول العالم ،يدل بما لا يدع الشك على وجود هذا الشوق وهذه الحاجة في كل واحد فينا .
وقد أورد قصة تهز المشاعر لرجل اسمه ( محمد يونس ) من بنغلادش هذا الشخص الذي أسس بنك لتمويل أشد الناس فقراً وحقق إنجازاً هائلاً للفقراء ببلده .
ويشير بهذه القصة إلى قدرة كل منا على تقديم الخير إلى مجتمعه بطريقة أو أخرى .
فالشيطان لن يحتاج لينتصر إلا أن يجلس الأخيار مكتوفي الأيدي !.
والقلة فقط يمكنها القيام بأشياء عظيمة .
ولكن الجميع قادرون على القيام بأشياء صغيرة فيها خيرٌ عظيم .
ويجب علينا أولاً أن نفهم المشكلة الأساسية التي تسبب الألم لنحاول حلها .
ففي سياق التاريخ كان أولاً عصر الصيد والتجميع وبعدها العصر الزراعي ثم العصر الصناعي ثم عصر المعلومات والمعرفة وهذا هو عصرنا وأخيراً بزوغ عصر الحكمة .
الإدارة الناجحة تتطلب ثلاثة شروط :
لقد سادت لعقود كثيرة مضت فكرة الإدارة بطريقة السوط والجزرة أي الثواب العقاب .
نفذ الأوامر
إن نجحت ستكافأ .
إن فشلت ستعاقب .
والقائد في أي مؤسسة عليه إصدار الأوامر وللبقية التنفيذ .
هذه الطريقة أثبتت نقص في فعاليتها اليوم .
اليوم للنجاح المتنامي لأي مؤسسة لابد لقائدها أن يضمن لموظفيه ثلاث عطايا :
1- أجور عادلة .
2- أن يعامل الموظفين بلطف واحترام ولباقة .
3- أن يفجر الطاقات الإبداعية الموجودة عندهم أي أن يجعلهم يتركون أثراً .
وذلك بعد مشاركتهم في صنع القرار ولو كان ذلك بشكل جزئي أو شكلي لتوليد الدوافع في أنفسهم للحركة والعمل .
فالناس سيعطون من أنفسهم لعملهم اعتماداً على الطريقة التي يعُاملون بها .
ومعرفة الحاجات البشرية تسهل علينا معرفة الطريقة التي يتوجب علينا أن نعاملهم بها .
إن شعور الأشخاص الذين ترأسهم بأنهم قد أثبتوا ذواتهم وأنهم قد تركوا أثراً هاماً وطيباً وإيجابياً في لولبية العمل الصاعدة ، هو الذي يجعلهم يخلقون مالم تكن تحسبه منهم أبداً.
الحياة العادية وحياة العظمة :
إن الطريق المؤدية إلى الحياة العادية هي الطريق التي تقيد الإمكانات الإنسانية .
أما الطريق المؤدية للعظمة فهي عملية من النمو المتتابع الذي يبدأ من الداخل للخارج .
من العقل والنفس إلى السلوك والعمل .
إن الذين يسيرون على الطريق المؤدية للحياة العادية يعيشون وفق برمجة تعتمد على
الأنا
الانغماس في الملذات
وعقلية الندرة ( الحياة لاتسع لكلينا إما أنا أو أنت !)
والمنافسة التناحرية
ولعب دور الضحية .
أما الذين يسيرون على الطريق المؤدية للعظمة فإنهم يتسامون على تلك العقلية الفاشلة والسلبية في الحياة ويختارون أن يصبحوا
القوة الخلاقة في حياتهم
ويلهموا الآخرين لكي يعثروا على قواهم الخلاقة ليفجروها خيراً يعم على الجميع .
ويحدثوا تغييراً حقيقياً ونحو الأفضل في العالم كله .
عندما يموت أي إنسان أول ما نسأله ماهو الأثر الذي تركه في هذه الحياة
إن لم يترك أثر طيباً وإيجابياً على المحيطين والحياة والناس فلن نتأسف عليه كائناً من كان .
وهذا ما يدفعنا بوعي وبغير وعي لمحاولة ترك أثر
وربما هذا أحد الأسباب الذي يجعل الدافع لترك الأثر حاجة حقيقية في وجدان كل واحد فينا وعد محاولة كفاية هذه الحاجة هي أحد أقوى أسباب المرض والألم النفسي .
وعندما يكون المرء على فراش الموت أكثر ما يتحسر عليه
حسرته أنه لم يترك أثراً في الوجود يذكر .
وبهذا كلنا لدينا القدرة على أن نتخذ قراراً بأن نعيش حياة عظيمة .
وأن لا يكون كل يوم من أيامنا يوماً جيداً
بل يوماً عظيماً !.
لم يفت الأوان أبداً على أي منا ليغير دفة الشراع من الحياة العادية للحياة العظيمة .
القرار بيدنا نحن فقط
طالما بنا رمق حياة وصحة وأيام تشرق بها الشمس .
ما هو الطريق لحياة العظمة ؟
1- اكتشاف القوى الخلاقة في ذواتنا.
2- تنمية الذكاءات الإنسانية الأربعة الموجودة في كل مخلوق بشري .
طريقة التعليم والتعلم المثلى :
من الواضح وجود شكوى عامة لدى الأهل حول دراسة أولادهم
وهناك وصفة سحرية يقدمها الكاتب وتتلخص في
أن أفضل طريقة لدفع الناس إلى التعلم هو أن تحولهم إلى معلمين .
أي أن تتعلم المادة بشكل أفضل
عندما تُعلمها للآخرين .
حاول هذا الأمر مع أطفالك :
اطلب من أطفالك وبشكل منتظم أن يُعلموك ما تعلموه في المدرسة .
إن أولئك الذين يعلمون الآخرين ما تعلموه هم أعظم الطلاب .
ثم اجعل ما تعلمته جزءاً من حياتك .
فأن تعلم دون أن تعمل هو في الحقيقة كأنك لم تعلم شيئاً .
فبالعمل والتطبيق تتحول المعرفة إلى جزء من ذاتك .
ويمكن التذكر
أن ما تعتقد فيه بالأمس الهادئ لن يكفي لمواجهة الغد العاصف .
1-اكتشاف القدرات الخلاقة الموجودة في داخلك :
"هناك الكثير من العطايا الإلهية والهدايا الثمينة التي قدمت لنا ولم نفتحها بعد منذ ولادتنا "
إن بذور العظمة كامنة في نفوسنا منذ ولادتنا .
ولقد أعطانا الله القدرة على اكتشافها .
وتنميتها وإظهارها للعلن بأبهى صورة .
ولكن نحن فقط من نختار بين حياة العظمة وتنمية هذه البذور أو الانقياد وراء نوازعنا والعيش حياة عادية .
إذا نظرنا للرضيع وهو أضعف مخلوق في الكون قد يتحول بعد عدة سنوات إلى أقوى مخلوق .
وكلما استخدمنا وقوينا مواهبنا الحالية
منحنا الله
مزيداً من المواهب والقدرات .
" جميع الأطفال يولدون عباقرة 9999 طفل من أصل 10000 طفل يسلبون هذه العبقرية بسرعة وبشكل غير مقصود في أثناء نموهم "
كل واحد منا يسأل نفسه من أنا حتى أكون عبقرياً ورائعاً وموهوباً وخارقاً ؟
ولابد من مواجهة هذه السذاجة بالسؤال وبقوة
من أنت حتى لا تكون كذلك ؟
أنت مخلوق كرمك الله
إن اهتماماتك الصغيرة
واللهاث وراء ملذاتك ونوازعك لن تخدم البشرية .
ولن تمكنك من ترك أي أثر .
لم يخلقك الله لتقزم نفسك لكي تكون عبئاً وعالة ومصدر قلق للآخرين .
لقد خلقنا الله جميعاً لنملئ العالم بالنور .
ونعبر عن التكريم الذي منحنا الله أياه .
هذا التكريم لم يمنحه الله للبعض بل منحه لكل واحد فينا .
الهدية الإلهية الأولى : " حرية الأختيار
إن أعظم هدية منحنا الله أياها بعد الحياة نفسها هي الأختيار .
إن هذه الهبة الإلهية هي وحدها التي تمكننا من الفوز والنصر على كل أشكال الشعور بالظلم وأننا مجرد ضحايا والانجراف نحو ثقافة التطرف في اللوم .
"إن تاريخ الأحرار لم يكتب بطريق الصدفة وإنما بأختيارهم "
إن جوهر الطبيعة الإنسانية يكمن في قدرتك على توجيه حياتك .
البشر يختارون حياتهم
أما الحيوانات ومن يتمثل بهم ينفعلون بدون اختيار .
إن المسافة الفاصلة بين المؤثر والاستجابة هي التي تحدد حريتنا وقدرتنا على اختيار استجاباتنا .
في خياراتنا تلك يكمن نمونا وسعادتنا .
إن فشلنا في ملاحظة الفشل وأسبابه هو نفسه وراء كل فشل في تغيير سلوكنا وحياتنا .
إن الذين يطورون قدراتهم الداخلية وحريتهم في الاختيار يجعلون من أنفسهم مرشحات مثالية لإيقاف انتقال الصفات القليلة القيمة من الجيل الذي سبقه إلى الجيل التالي .
الحرية تعني أن لا تجعل مستقبلك رهينة ماضيك .
" الرياح نفسها تهب على سفينتين ولكن واحدة تتجه نحو الشرق والثانية نحو الغرب والسبب أن اتجاه الأشرعة هو الذي يحدد مسارها وليس العواصف والرياح.
وكذلك نحن باختيارنا نحدد مسارنا وليس ما يعصف حولنا "
وببساطة
"عندما نغير أفكارنا نغير العالم من حولنا "
الهدية الثانية : القوانين الطبيعية أو المبادئ
إن الاختيار وهي المسافة بين المؤثر والاستجابة لابد أن تستعمل بحكمة .
وهذه الحكمة تعني أن تتخذ القرارات وفقاً للمبادئ والقوانين الطبيعية .
إن المبادئ الكونية أبدية لا تتغير كمبادئ :
العدل اللطف الاحترام الإخلاص الصدق خدمة الآخرين .
إن هذه القوانين ثابتة بذاتها لا تتغير ولا يمكن مناقشتها
تعمل باستمرار كالجاذبية .
على سبيل المثال عندما تكون فظاً وغليظاً لابد أن يهرب منك الناس .إنه قانون طبيعي .
وكذلك قوانين الفيزياء و المجتمع والدولة والقوانين السماوية.
لا يمكنك أن تتخذ قراراً يخالف هذه القوانين.
لذا لابد من الالتزام بهذه القوانين .
وكل تصرف تقوم به يخالف هذه القوانين لابد أن تواجه عواقبه ،
وتدفع ثمنه سواء أعجبك ذلك أم لا .
وعندما يستخدم أي منا حريته وفقاً للمبادئ الطبيعية لابد سيمتلك السلطة الأخلاقية بين الناس والثقافات وفي المؤسسات وفي المجتمع بشكل عام .
وعلينا التفريق بين القيم والمبادئ .
القيم شخصية واعتبارية متغيرة ولكل قيمه الخاصة وهي التي تتحكم بالسلوك .
بينما المبادئ هي التي تتحكم بعواقب السلوك .
إن كل ال
شجاعة هي أن في أن نجعل قيمنا خاضعة بالكامل للمبادئ الكونية الثابتة .
الهدية الإلهية الثالثة : الذكاءات الأربعة
وهي صدى لمكونات الإنسان الأربع ( الجسد القلب العقل الروح )
ومنه فإن كل منا يمتلك الذكاءات الأربعة
الذكاء الجسدي
الذكاء العقلي
الذكاء الروحي
الذكاء القلبي .
الذكاء العقلي IQ:
عندما نتكلم عادة عن الذكاء فإننا نفكر عادة بالذكاء العقلي وهو قدرتنا على التحليل والتعليل والتفكير التجريدي واستعمال اللغة والتصور الذهني والإدراك
الذكاء الجسدي PQ
إن جسد الإنسان هو منظومة معجزة تحتوي على سبعة تريليونات خلية .
يدير بنفسه أجهزة التنفس والدوران والهضم والجملة العصبية وغيرها .
والذكاء الجسدي بهذا هو قدرة الجسد الرائعة على تنظيم عمل أجهزته وخلاياه وترميم الخلايا والأجهزة المريضة وإتلاف الخلايا السيئة والكفاح من أجل البقاء .
وهناك عدد لا يحصى من الإجراءات التي يقوم بها الجسم في كل لحظة لنستمر في هذه الحياة .
إن الطب كل الطب ليس له إلا وظيفة واحدة وهي مساعدة الجسد على الشفاء .
الذكاء العاطفي EQ
إنه تلك القدرات التي تمكنننا من التواصل الأمثل مع الآخرين .
وأهمية الكفاءات العاطفية تعادل ضعف أهمية القدرات المعرفية وحدها .
والنجاح في المستويات الأعلى والمناصب القيادية فإن الكفاءة العاطفية تلعب الدور كله تقريباً .
إن تطوير الذكاء العاطفي هو واحد من أعظم التحديات التي تواجه الآباء والقادة على كل المستويات في المؤسسات .
الذكاء الروحي SQ
يمثل الذكاء الروحي سعينا نحو المعنى ونحو الاتصال باللامحدود .
وهو بهذا مرتبط بحاجة الإنسان إلى المعنى .
وهو الذكاء الذي يمكننا من الحلم والكفاح من أجله .
إنه الجوهر الذي يجعل منا بشراً.
إنه الوسيلة للوصول إلى سلطة أخلاقية و الرضا عن الذات .
الحاجات البشرية الأربع :
وقد قسمت تبعاً لأجزاء الإنسان الأربع :
الجسد وله الحاجة للعيش ( الطعام الشراب الصحة ---الخ ) .
العقل وله الحاجة للتعلم .
القلب وله الحاجة للحب .
الروح وله الحاجة لترك أثر .
والعظماء فقط هم الذين يبذلون الجهود المستمرة ويعملون مع قدر كبير من الصبر والتضحية لينموا قدراتهم و ذكاءاتهم الأربعة بشكل هائل .
إن أسمى تعبير لهذه الذكاءات الأربع يتجلى ب
الرؤية تعبر عن الذكاء العقلي
الانضباط تعبر عن الذكاء الجسدي
الحماس يعبر عن الذكاء القلبي
الضمير . يعبر عن الذكاء الروحي .
والعظماء فقط هم الذين ينمون مهاراتهم وبشكل متناغم على صعيد الرؤية و الانضباط والحماس والضمير !.
الرؤية :
هي رؤية الهدف أو مجموعة الأهداف الممكنة والموصلة للهدف الأكبر .
وخارطة الطريق والأهداف الموصلة لهذا الهدف الأكبر.
-تحتاج الرؤية إلى المعرفة " معرفة سبب المشكلة أو سبب الألم - الحاجة – ومن ثم معرفة الطريقة المثلى لكفايتها " .
هذه المعرفة هي مجموع الخبرات والعلوم المكتسبة .
ولا يمكن وعلى الإطلاق معرفة الحاجة وطريقة كفايتها المثلى إلا بشرطين :
ذكاء عقلي يتطور مع الزمن
ثقافة لا حدود لها .
إن الذكاء العقلي والثقافة اللا محدودة يتطوران بشكل متناغم
بالتفكر والتركيز و بالقراءة والحفظ وبالصحة والقوة الجسدية المتنامية .
حدد الكاتب الحاجات البشرية بأربع
وعلى رأس هذه الحاجات" ترك أثر طيب في هذه الحياة ".
وبهذا إن الهدف الأكبر في هذه الحياة الدنيا هو بترك أثر طيب في حياتنا وبعد موتنا .
الحماس :
وهو المرحلة التالية للمعرفة
معرفة الحاجة وطريقة كفايتها .
إن وضوح هذه المعرفة هو الذي يولد الشغف والحماس في الكيفية التي يجب علينا إشباعها.
إن هذا الحماس هو الوقود الذي يدفعنا للحركة .
كلما كان الحماس أكبر كلما كانت الحركة أسرع .
الانضباط :
الانضباط هو الناتج الحتمي لتلاقي الرؤية والحماس . .
وهو ببساطة توجيه الطاقات وتركيز القدرات
لضبط السلوك للسير بأقصى سرعة نحو الهدف الموضوع .
ويمكن تشبيه الصورة كسيارة تسير نحو هدفها .
لابد من تحضيرها بشكل جيد .
ولابد من التزود بالوقود .
ولابد من تحضير خارطة الطريق قبل السفر .
ولابد من الاستعداد لهذه الرحلة .
إن هذه السيارة هي جسدنا وممتلكاتنا وأموالنا .
والوقود هو الحماس .
وخارطة الطريق هي الرؤية .
والاستعداد هو الإرادة والعزيمة .
وبالتالي لابد لتحقيق الهدف من جسد صحيح وقوي .
وقدرات مادية أساسية للانطلاق .
وشغف وحب غامر لتحقيق هذا الهدف والذي يتخلق من خلال الألم والحاجة .
وضبط السلوك .
إن ضبط السلوك يعني إلزام الجسد بضوابط وحركة وسلوك يسهل الوصول للهدف .
إن الانغماس في الشهوات والنزوات العابرة هي عين النقيض للانضباط .
وهي تماماً كمن يسير برحلته ثم يقف في منتصف الطريق يتلهى بالطعام والشراب في استراحة جانبية.
مما يشتت القدرات والطاقات والتركيز والعزيمة و الارادة والحماس للوصول للهدف .
ومنه فإن الانضباط ببساطة هو التضحية بلذة قريبة لغاية بعيدة وعظيمة .
ويجب الوقوف على الوسط بين الحرمان والانغماس في الملذات لضمان الشحن المستمر للطاقة للانطلاق والابداع .
يساعد على الانضباط :
إضافة للحماس والمعرفة
التدريب المستمر .
الضمير :
إن الضمير يرتبط بجملتين :
صياغة الأهداف الموصلة للهدف الأكبر .
وتحديد خارطة الطريق .
فيمكن لأي هدف أن يولد الحماس ويشعل فتيل الانضباط .
ولكن للوصول إلى النجاح المستديم نحتاج إلى شرط لازم وهو أن يكون هذا الهدف متناغم مع القوانين الطبيعية والفيزيائية والإلهية الثابتة .
فلا يمكن لأي كان أن يخالف القوانين الطبيعية أو الفيزيائية والقوانين الإلهية إلا وسيقع وبشكل حتمي في باحة العقاب الطبيعي لهذه المخالفة .
وهذا يعني إن أي نجاح لا يُبنى على قواعد وأسس متناغمة مع هذه القوانين هو نجاح وهمي ومؤقت وسريع الزوال ولا يترك أي أثر يكفي أي حاجة بشرية .
وبالتالي لتأسيس أي ثقافة نجاح مرضية لابد من تأسيس ثقافة أخلاقية مترقية تعتمد
على العدالة واللطف والإخلاص والصدق والأمانة والتضحية بالأنا في سبيل الخيرية المطلقة في هذا الوجود .
وهذا هو محور هذه القوانين .
وبالتالي إن أهم واجب علينا هو معرفة هذه القوانين ووضع الأهداف والوسائل الموصلة لها ضمن بوتقتها .
فالحاجة لا تبرر الغاية .
والغاية لا تبرر الوسيلة .
لقد سقط عدد لا يحصى من الأشخاص المقدر لهم أن يكون في أعلى مراتب العظمة عبر التاريخ لكونهم فقط خالفوا هذه القوانين .
ويسقط الآن عدد لا يحصى وسيسقط في المستقبل عدد آخر لا يحصى فهل ستكون منهم ؟ .
القدوة الحسنة هي وسيلة القيادة الحسنة :
أينما تكون أنت مسؤول والمسؤولية قيادة شئت أم أبيت !.
ولكي تكون قائداً ناجحاً لابد أولاً من أن تكون مثالاً وقدوة حسنة :
هذا وإن أسمى صفة يجب أن يتحلى بها القائد هي الإستقامة .
فمن دونها لا يمكن تحقيق أي نجاح حقيقي سواء كنت تقود الناس في ملعب أو مكتب أو في الجيش .
هذا وإن 90 % من فشل القادة بسبب فشل أخلاقهم .
" إن الأخلاق على المدى البعيد هي العامل الحاسم في حياة الأفراد والأمم على حد سواء ."
للأخلاق ثلاثة وجوه :
الاستقامة
النضج
عقلية الوفرة .
تعني الاستقامة أن يكون سلوكنا منسجماً مع المبادئ والقوانين الطبيعية التي تحجم في النهاية عواقب هذا السلوك .
أما عقلية الوفرة تعني ببساطة أن الحياة تتسع للجميع يمكن للجميع أن يربحوا فيها .
إنها تعني أن تشعر بالفرح لنجاح الآخرين .
ولكي تقود في القرن الواحد والعشرين أنت بحاجة للأخلاق والأهلية معاً .
والقدوة الحسنة هي أن تعيش العادات السبع :
1- كن مبادراً ولا تركز على لوم الآخرين ولعب دور الضحية .
2- ضع هدفك في مركز وجدناك ثم انطلق .
3- ابدأ بالأهم قبل المهم .
4- فكر بالمنفعة للجميع ( تفكير نحن وليس أنا ).
5- اسع إلى فهم الآخرين ( عن طريق الإصغاء بنية فهم الآخرين ) .
6- تعاون مع الآخرين .
7- انطلق لتصنع من نفسك الشخص الكامل .
ببساطة يجب أن يكون جوابك واضحاً حول الأسئلة التالية :
1- ما الأمور التي تهمك أكثر ؟
2- ما هي أهم قيمك ؟
3- وما هي رؤيتك للحياة ؟
4- ما هو دورك في أسرتك ؟
5- ما نوع الخدمة التي تريد تقديمها لمجتمعك أو أقاربك أو جيرانك أو الذين يحتاجون إليها .
6- ما هي أهمية الصحة بالنسبة إليك ؟
7- كيف ستحافظ على صحتك وتعززها ؟
8- ماذا عن عملك ؟
9- ماهي مواهبك الحقيقية ؟
10- ما الأمور التي تشعل حماسك ؟
11- كيف ستصنع تغييراً حقيقياً في عملك ؟
12- ما الأثر الذي ستتركه من بعدك ؟
اكتب الأجوبة في ورقة فالكتابة أقوى من التصور .
إن معرفة هذه الأجوبة يعني أنك تضع أهداف ومخطط واضح لحياتك . وبالتالي سيكون ذلك الخطوة الأولى للنجاح .
إن أهم هدف أو أن تحدد قيمك في هذه الحياة ومن ثم الأثر الذي تحب أن تتركه في الحياة في حياتك ومن بعد مماتك .
يجب أن تضع أهدافك ضمن المبدأ التالي :
عندما تريد أن تملأ وعاء بمجموعة من الحجارة ستبدأ بالحجارة الكبيرة ثم الأصغر ثم الأصغر وإن لم تفعل فلن يكون هناك إمكانية فيما بعد للحجارة الكبيرة .
أهدافك الأهم هي الحجارة الكبيرة .
المهمة هي الحجارة الأصغر .
الأقل أهمية هي حبات الرمل .
والهدف الأهم يبقى الأهم دائماً وكل يوم يجب أن يقربك مسافة ما باتجاهه .
صوت الثقة :
"أن تكون محل ثقة الآخرين هي منزلة أرفع من أن تكون محبوباً عندهم ".
عندما تكون محل ثقة الناس فإنهم سيغفروا بعض زلاتك .
ولكن كيف تحصل على هذه الثقة .
أولاً تذكر أن كل ما تحتاجه لتسبب الأذى لشخص قريب هو أن تهمل عقله أو روحه أو قلبه .
وثانياً يجب أن تعامل الناس بلطف واحترام وتقدير وأن تخدمهم قدر المستطاع .
إن العلاقات القوية تحتاج إلى جهد وتضحية قويتين .
إن بناء مفهوم الثقة يعني أن تتمتع بالعدالة و الصدق واللطف والقدرة على الاعتذار والشكر والقدرة على التسامح والوفاء بالوعود .
إن مفهوم الثقة يتجلى أيضاً بالشعور العميق بالاحترام لأهمية كل إنسان وإمكاناته .
وعليك أن تدرك أن الحياة ليست أنا فقط بل هي " أنا وأنت والجميع ".
" إن كثير من المشاكل النفسية هي نتيجة لتجاهل الضمير وإنكاره ،
والعلاج بالإستقامة يؤكد مدى أهمية الاستقامة الشخصية " .
إن أهم ثروة للإنسان هي أن يصبح محل ثقة بين الناس .
وتخليق هذه الثقة يحتاج إلى إقامة البراهين الدائمة من خلال السلوك المستقيم .
في هذ الكتاب دعوة للتقيد بالقوانين الطبيعية والإلهية بطريقة غير مباشرة .
ومحفز هذه الدعوة هي المصلحة القريبة لضمان تحقيق النجاح وضمان استمراره .