عام . مقالات
مختصر كتاب قوة التركيز
هناك مقولة يؤمن بها الكثيرون وهي أن الفرصة تطرق باب الإنسان مرة واحدة في العمر .
وفي الواقع الفرص لن تطرق باب أحد أبداً وهي لا تبحث عنا بل علينا البحث عنها .
يفكر شخصان بذات الفكرة بينما يعيد الأول تفكيره مرة وثانية ويتداول ويتمهل ترى الثاني ينفذ تلك الفكرة فينجح وبعد ذلك ترى الأول يندب حظه العاثر !
قد تُعلم شخصاً إلى يوم البعث لكنه أبداً لن يتعلم إلا ما يتعلمه ويريد أن يتعلمه بنفسه .
في كل شيء وكل شخص جانب جيد ويجب علينا البحث وإظهار هذا الجانب إن كانت مساحته مثمرة ومفيدة .
في نهابة كل شهر يجب إعادة النظر فيه في الإنجازات والإخفاقات والبحث عن السبب وكيفية تجاوزها لاحقاً .
قد تكون لدينا مهمات صعبة ولكن كلما ازدادت صعوبة المهام زادت المكافأة، فالأشياء الصعبة تطورنا، لذا لا تنكمش أمام المهام الصعبة
لأن إنجاز مثل هذه المهمة يحمل من الفائدة أكبر مما تحمله عشرة انتصارات صغيرة.
إن ثمن النجاح هو الجهد والصبر، وصفة النجاح
هذا وإن أحد شروط نمو النجاح ودوامه هو في الاكتساب المتزايد للمعارف في كل مجالات الحياة وليس فقط في مجال العمل !.
والشرط الثاني هو في محاولة تطويرك لذاتك بغض النظر عن مكانتك .
الشخص الذي يصل للقمة هو الشخص الحازم الجريء المجد لا الجبان المتردد البليد .
الشخص الناجح يرى الأشياء منجزة ويوقن بالنجاح .
أما الفاشل فيتوقع الإخفاق ويجذبه إليه !.
وعلينا أن نتغلب باعتمادنا على أنفسنا فقط على ميلنا نحو الضعف .
ولا نتوقع المساعدة أبدأ من أي كان .
ممكن أن يشجعك البعض هذا كل شيء !.
لا يوجد سبب لمنع أي كان من النجاح سوى المرض .
وكل ما يلزم للتغلب على العقبات مزيد من الثبات والإرادة .
فكر في الصعوبات التي واجهها المخترعون قبل أن يصلوا للنجاح .
لقد أسيء فهمهم من أقرب إلى أبعد الناس عنهم ، ولكنهم في النهاية نجحوا بعزيمتهم وإصرارهم وهذا هو المهم .
كلما كبر الشخص صغرت العقبات أمامه وكلما صغر بدت العقبات أكبر .
لا تتوقع في إبحارك أن تسير الأمور كما تشتهي .
فأجزاء من رحلتك لابد أن تكون صعبة وطريقة تعاملك مع العاصفة يظهر ماهيتك !.
التركيز والسيطرة على الذات
يجب على طالب النجاح ليس السيطرة على عقله فقط بل على حركات جسده .
عندما تكون تحت سيطرة الغضب –الانفعال – الكراهية –العواطف الجياشة –الخ
من المستحيل عليك أن تركز .
من المفيد مراقبة الزملاء الثابتين الهادئين المسيطرين ومرافقتهم .
إذا لم تستطع التركيز فالسبب واحد من ثلاث :
لتكون قادراً على التركيز لابد من امتلاك قوة ذهنية والذهن الغير قادر على التركيز في موضوع أو فكرة محددة هو ذهن ضعيف وكذلك الذهن الذي لا يستطيع الابتعاد عن فكرة ما .
والشخص الذي يسمح لذهنه بالتجول من موضوع لآخر دون هدف لن يكون قادراً على انجاز الشيء الكثير .
تحفز القوة العاطفية والاندفاعية عند قراءة القصص العاطفية أو المواضيع التافهة في الصحف وما شابه .
ينظر اليوم إلى الشخص الانفعالي والمتوتر على أنه شخص غير مرغوب فيه .
فالشخص الجيد يتكلم بهدوء وشكل مدروس ويبقي ذهنه مركز على شيء واحد في كل مرة .
حين تتحدث إلى شخص ما اعره كل انتباهك .
واعمل على المطابقة بين تفكيرك وتصرفك .
لا تتعجل الأمور .
ركز ذهنك في غاية واحدة وخطة واحدة .
الشخص المتوتر لا يملك أي جاذبية .
إن الأشخاص الذين يشربون المشروبات المنبهة ويتناولون الأطعمة أوالأدوية المنشطة أو الذين يطورون عواطفهم بالرقص والغناء هم أشخاص مفاجئون وعاطفيون وفاقدون لقوة التركيز المطلوبة .
كذلك الأشخاص العقائديون ، العنيدون ، والانفعاليون .
إن مثل هؤلاء كمثل البندقية التي تطلق ذخيرتها قبل التسديد بدقة على الهدف فتضيع الذخيرة ولا تصيب الهدف .
فهم يسمحون لطاقاتهم بالانفجار في غير الوقت المناسب مبددين لطاقاتهم.
إن مثل هؤلاء يحتاجون إلى التدريب على تمارين التركيز لفترة ليست بالقصيرة .
"اعمل في وقت العمل وألهو في وقت اللهو " .
عندما تكون في وقت المتعة لا تفكر ولا تركز إلا بالمتعة .
وعندما تحب أو تكون في حالة من مشاعر الحب لا تفكر إلا بالحب .
وعندما تتنزه في حديقة أو في البرية أو على البحر أو في الجبل أو السهل أو الصحراء أو أي مكان في الطبيعة ركز فقط في المكان الذي تتنزه فيه .
ركز في نسمات الهواء ، في نوعية الهواء ، في الحشرات في الحيوانات في النباتات في كل مشهد من كل زاوية تستطيع .
وستجد نفسك دخلت في عالم أو عوالم أخرى ،
وتطور لديك أفاق و قدرات أكبر على التركيز والسيطرة على الذات .
وبمعنى آخر
لا تخلط الأوراق في وقت العمل والجد لا تفكر إلا بالجد .
وفي وقت اللهو المتعة لا تفكر إلا بالمتعة واللهو .
مارس التنفس الطويل والعميق .
شهيق لمدة خمسة ثواني تملأ به الصدر .
انتظار خمسة ثواني .
زفير لمدة خمسة ثواني وتفريغ كامل الصدر .
انتظار لمدة خمسة ثواني .
أعد الكرة عدة مرات .
أعد التمرين كلما أردت الاسترخاء وتجميع القوة وزيادة القدرة على التركيز .
إن التمارين الرياضية وتقوية العضلات لها دور أولي وأساسي في تأمين القدرة على السيطرة التامة على حركات وتثبيت أعضاء الجسد .
إن السيطرة على حركات الجسد وخصوصاً العينين و القدمين و اليدين والأصابع هي من أول الإجراءات للتقدم نحو النجاح .
وأول الإجراءات لتعلم السيطرة على بقية عضلات الجسد وزيادة قوة التركيز .
في اللحظة التي تقوم بها بعمل جسدي ما عليك أن تركز على العضلات التي تقوم بهذا العمل فقط فتعطيها لها فقط الأمر بالتوتر والعمل،
وتعطي الأمر لباقي عضلات الجسد بالاسترخاء .
عندما تملك هذه القدرة تتمكن من النجاح .
عندما تصافح أي شخص تستطيع التعرف على مشاعره من خلال هذه الصافحة .
إن الشخص الغير محب غير جذاب على الإطلاق وتظهر مشاعره من خلال المصافحة الفاترة واليد الضعيفة جداً عند المصافحة .
والمصافحة الفاترة تدل بوضوح على ضعف الشخصية والجبن .
كيف تصل إلى ما تريد من خلال التركيز ؟.
من خلال التركيز يمكنك تحقيق أكثر بكثير مما تخيل !.
ولكن أولاً احترس من رغباتك .
حدد هدفك بدقة .
لا تسمح لنفسك بالتوجه دون دفة .
كافح بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق هذا الهدف ،
آمن بالنجاح ،
وستنجح إن شاء الله .
عندما ستقول سأفشل ستفشل قطعاً .
عندما تؤمن وتقول أنك لابد من أن تنجح ستنجح .
لا تضع طاقاتك الذهنية في التمني .
ولا تهدر طاقاتك بإرضاء كل نزوة .
ركز في الهدف الذي يستحق فعلاً ،
قم كل يوم بعمل ما يقربك من هدفك خطوة .
وستنتصر .
وعلينا التذكر دائماً " إذا ظن العالم كله أن هدفاً ما هو خطأ وكان صحيحاً بمقاييس الله وكلماته فقم به ولا تبالي"
( فالله جل وعلا وشخص واحد هما دوماً الأغلبية ) !.
لا تقل أتمنى لو أنني رجل عظيم .
قل أستطيع وأريد وعليً.
فليخذلني الجميع لا يهم ،
الصحيح لابد في النهاية من أن ينتصر ويسود .
الوجوه مرآة عاكسة لأرواحنا وطريقة حياتنا وتفكيرنا .
لا يعتقدن أحد أنه يستطيع أن يخفي الكثير فالكثير مفضوح في وجهه .
إن أفكار الخير والحق تجلب لك تناغماً مع الكثيرين .
ومن أولى الأولويات أن يثق بك الناس .
ولن يثق بك الناس إلا إذا حملت الأفكار الخيرة وانتزعت من نفسك الأفكار الشريرة.
الناس تعرف بالفطرة والتجربة من يحمل مثل هذه الأفكار أو تلك .
ولا يمكنك أن تخدع أحداً فمن المؤكد أنك لن تخدع إلا نفسك .
إذا اخترت شيئاً بعيداً عن الخير
فإنك تضع نفسك في موضع معاكس للقوانين المطلقة في الكون
وحينها تستحق الإخفاق .
ولكن إذا ارتكزت رغباتك على العدالة والإرادة الطيبة فإنك ستفتح الباب لقوى السماء بأن تساعدك .
مع أن المظهر الخارجي قد لا يكون مغرياً في البداية.
حافظ على إيمان لايتزعزع بنجاحك .
وضع خططك بحرص وتأكد بأن لا تكون معاكسة لتيار العدالة الإلهية .
وعندها يجب أن تملك الإيمان والثقة بمدد القوة الإلهية لمساعدتك .
وفي تلك اللحظة تكون الطريق نحو النجاح سالكة بأسهل مما تظن .
لكون الخطة متناغمة مع حركة الكون ،
والذي يساعدك في تنفيذها هو رب هذا الكون .
وهنا ستملك الأمل والشجاعة للعمل وهما سرا النجاح الأكبر .
هناك قاعدة ذهبية للتركيز :
مهما يكن ما تفعله فلا تفكر في شيء آخر معه :
عندما تأكل لا تفكر إلا بالأكل .
عندما تعمل لا تفكر إلا بالعمل .
عندما تلهو لا تفكر إلا باللهو .
إذا سمحت لذهنك بالشرود خلال قيامك بالأشياء الصغيرة.
فعلى الأغلب سيصبح من العسير عليك التركيز في الأفعال الهامة حين يأتي دورها.
إرادة الفعل :
لا تعتمد على أي شخص آخر لمساعدتك .
علينا أن نقاتل في معاركنا الخاصة .
الجميع يحب المقاتلين الشجعان .
والجميع يكره الجبناء .
إن إرادة الفعل هي تلك الروح المقاتلة والوثابة والمندفعة لتحقيق الأهداف الصحيحة بسرعة .
عندما تضع هدفاً عليك أن ترسم الطريق وتكون نهاية هذا الطريق واضحة وزمن تحقيق الهدف أحد عناصر الوصول للهدف .
وتذكر أن كل حركة يومية يجب أن تقربك أكثر من هدفك .
خذ قرارتك وأنت هادئ .
عندما تكون في حالة من الإثارة والغضب حاول أن تعد بشكل عكسي .
هل يوجد شخص فاشل ومخفق ؟
لا أبداً يوجد شخص أراد الإخفاق والفشل ففشل .
وشخص أراد النجاح فنجح .
الفشل والنجاح هو إرادة .
إذا اقتنعت أنك لن تستطيع القيام إلا بالأعمال العادية فلن تقوم إلا بتلك الأعمال ولن تخرج من كتلة الأغلبية المتوسطة .
ولكي تصنف من الناجحين يجب عليك لابد أن تتجاوز هذه الأغلبية ولو بمقدار ضئيل .
وعندما تريد أن تكون نجماً لامعاً عليك أن تنجز أكثر بكثير مما يحققه شخص عادي .
و العنصر الهام في تحديد ما ستكون عليه هو الإرادة .
في نهائيات أي سباق في العدو قد يكون بين أول الفائزين والثاني أجزاء من الثانية وهذا يعني أنهما بقوة واحدة ولكن الأول تخطى الثاني بجرعة أكبر من الإرادة .
وتلك الجرعة هي التي تمنحه أكليل الغار .
في الواقع لدى كل منا مخزون هائل من الإمكانات .
والعقل و الإرداة هي التي تجعل هذه الإمكانات حقائق .
إن المثابرة هي شرط آخر للنجاح ويعني أن لا نستسلم ونتوقف بل نتابع المسير لتحقيق الهدف مهما كلف الأمر .
تذكر دائماً أنه في كل مرة تفكر فيها بأنك ضعيف فإنك تضعف نفسك .
راقب نفسك لترى الوقت الذي تهدره بالتذمر والغيظ والقلق .
كلما أكثرت من هذه الأفكار زاد الأثر السلبي الذي تحصده في نفسك .
حاول تبديل كل الأفكار السلبية إلى إيجابية .
ابحث عن الجانب الإيجابي وستجده مهما كان .
أنت تحمل بذور النجاح ، فقم برعايتها كما تحضن الدجاجة بيضها .
وستتمكن من تجسيد النجاح .
" فكر وتكلم وتصرف كما تحب أن تكون وستكون من تحب أن تكون "
فأنت ما تفكر فيه وليس ما تظهره وقد تخدع الآخرين لفترة ولكنك لن تخدع نفسك لأي برهة .
فمن ينوي وحده فقط من يستطيع .
وفي الواقع إن أحاسيسك ومشاعرك وظنونك وتفكيرك ينطلق منك نحو الآخرين من غير كلام عبر موجات ويستطيع كل من تصله أن يفهم هذه المشاعر .
من ظن أنه ليس بشيء الناس لن تعره أي اهتمام ولن يترك فيهم أي أثر .
ومن ظن أنه ذو جاذبية وأهمية سيترك فيهم أثراً ويكون موضع اهتمام .
وهذا هو الحماس
إن صفة كل العظماء عبر التاريخ هو الحماس أي أنهم كانوا متحمسون ويثيرون الحماسة في الآخرين .
المثُل والنجاح :
لو أن الناس يدركون بأنهم لا يستطيعون أن يؤذوا إلا أنفسهم عندما يحاولون ظاهرياً أن يؤذوا الآخرين لاختلف العالم مما عليه اليوم .
لم يخلق الإنسان ليعاني وإنما يجلب لنفسه المعاناة بسبب انتهاكه للقوانين الإلهية والطبيعية .
لا ترث نفسك بل انتقدها .
التغلب على العادات السيئة :
تعمل العادات على تنميتنا أو تدميرنا إلى درجة أكبر مما نعترف به .
والعادة عدو قوي للتركيز أو نصير رائع له .
إذا كررت شيئاً ما عدة مرات وبالطريقة نفسها عدة مرات فقد شكلت عادة .
وكلما أكثرت من تكرارك للأمر تجذرت العادة أعمق وغدت أكثر ارتباطاً بطبيعتك.ومع ذلك يمكن كسر أي عادة من خلال التركيز في عكسها .
كيف يحقق التركيز رغباتك :
كل الرغبات الطبيعية يمكن أن تتحقق والله لا يخلق رغبات لا يمكن تحقيقها .
على الإنسان أن يعتمد على نفسه وعلى الله بعد أن يجد الرابط بالله عز وجل في داخله .
الله موجود دائماً وهو آمر القوة المطلق في الوجود وإخراج تلك الحقيقة من تفكيرنا تعني أن نضيع من أيدينا ما نحن بأمس الحاجة إليه من دعم لتحقيق أهدافنا التي يجب أيضاً أن تتناغم مع قوانينه .
والاستسلام واليأس هما مشاعر كل من لا يُدخل حقيقة وجود وتدخل الله في حركة في الوجود في تفكيره .
والله غريب على أولئك الذين تمضي حياتهم من دون تطوير قواهم الروحية.
والله يساعد فقط عندما يساعد الإنسان نفسه .
ولا يوجد عناية إلهية لمن لا يعمل .
الضعيف يخضع للظروف .
أما القوي فغالب أو مغلوب .
إن تمسكت بفكرة النجاح تماماً وأبقيتها في ذهنك كل يوم فإنك ستصنع نموذجاً أو قالباً يتحقق مع الأيام ولكن بشرط البقاء بعيداً عن الشك والخوف (تلك القوى المدمرة) .
إن كل اختراع وكل بناء يجب صياغته في الذهن أولاً .
وكذلك النجاح يجب صياغته في الذهن أولاً .
ولنتذكر قول السيد المسيح عليه السلام
" مهما يكن ما تريده في صلاتك صل وكأنك حصلت عليه وستحصل عليه " .