الشيفرة الوراثية في القرآن الكريم ورؤية جديدة لقصة خلق آدم وحواء عليهما السلام ..


عام . مقالات


الشيفرة الوراثية في القرآن الكريم معجزة جديدة :

 

يوصف الله  بداية خلق الإنسان بقوله جل وعلا

 ‏- ‏ يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب  ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى " الحج 5

-         إنا خلقناهم من طين لازب‏*‏‏(‏الصافات‏:11)‏

- ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون.--الحجر 26

- خلق الإنسان من صلصال كالفخار ----الرحمن 14

 - ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين -----8 السجدة                    

- ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين------ (12)المؤمنون ً

 

في الآية الأولى يستدل الله بآلية بداية خلق و تشكل الإنسان

كمعجزة لإزالة الريب من البعث

والملفت أنه يبدأ تلك العملية بالتراب ثم النطفة .

وفي الواقع

 هناك مرحلة  تسبق مرحلة تشكل النطاف

 هي مرحلة تحضير الخلايا المنوية بإنشطار الجينات في خليتين منفصلتين .

 
 

معاني الكلمات

 

الطين

كناية عن العناصر الأساسية في التراب والماء

صلصال

وهو التراب الممزوج بالماء

كالفخار

والمشكل كما يشكل الفخار

سلالة

وتعني " السلسلة "

فمن معاني السلالة النسب المتصل أو سلسلة  النسب

والطين اللازب

هو الدبق واللاصق

حمأ

هو الطين المتغير

في كتاب المقصور والممدود لأبي عليٍّ القالي : الحَمَأُ : هو الطين المتغير .

وفي تفسير الطبري " كان بعض أهل الكوفة يقول هو المتغير

مسنون

وهو اسم المفعول من " سن "

وهي صفة الطين ومن المعاني التي يمكن أن يأخذها  " ذو أسنان " .

 

بجمع هذا الأوصاف

نصل إلى أن الله خلق الإنسان من عناصر من الماء والتراب

مشكلة ومصنوعة على شكل

سلسلة

متغيرة .

لها أسنان

ملتحمة

 

 

الآن

 قارن بين هذا التوصيف الذي يمكن أن تأخذه هذه الآيات

وبين الشيفرة الوراثية

المكونة من سلاسل من جزيئات و ذرات  موجودة في الماء والتراب !.

فيها رموز رقمية على شكل أسنان ملتحمة ببعضها بروابط هيدروجينية

وهي متغيرة ليست ثابتة

متغيرة بالنسخ والتشويه والتصحيح و الإنشطار والطفرات --- الخ .

 

بعد المقارنة ستجد أن هذه الإمكانية للمعاني  التي تأخذها هذه الآيات

لن يكون فيها أي ريب .

 

ثم تأمل

في معجزة القرآن الكريم  كيف  استطاع أن يعطيك صورة بيانية معجزة عن خلق الإنسان

يستطيع كل البشر بكل مستوياتهم وعبر التاريخ فهمها

وتتوافق مع أعظم المكتشفات العلمية وعلى رأسها الجينات البشرية .

 

نتيجة :

بعد هذا التوصيف

فإن الخلق ( من  تراب ) في  القرآن الكريم تعني  ( من  الجينات )

ويمكنك مراجعة الآيات التي تتكلم عن الخلق من تراب في القرآن الكريم

ثم استبدلها بالجينات وانظر كيف سيكون المعنى !.

و خلق آدم - قد - يكون له بناءً عليه صورة أخرى غير تلك الصورة المألوفة بأن

أخذ الله قبضة من طين شكله على صورة إنسان نفخ فيه من روحه

وإن كان ذلك سهل على الله .

فمجموع الآيات الكريمة يرجح

أن الله خلق أبو البشر من الجينات   

وخلق عيسى ع كخلق آدم ع من  " الجينات ".

قال تعالى

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59].

صنع الله جينات سيدنا عيسى وشكل المضغة بكلمته هو ووضعها في رحم مريم عليها السلام .

أما في أي رحم وضع الله جينات آدم وزوجه

فنستدل من آية مثال خلق عيسى المشابه لخلق آدم على أنه من المحتمل أن يكون في زمن خلق آدم  مخلوقات تشبه البشر كثيراً بالشكل ومن الناحية الفيزولوجية  ولكن لم يكن لها القدرة على التكلم ولم تملك الذكاء وحرية الأختيار مثل الجنس البشري الحالي ولكنها كانت مؤهلة لحمل وولادة ورعاية آدم وحواء عليهما السلام وأن تلك المخلوقات قد اندثرت لاحقاً .

وأن الله وضع علقة  آدم ( وكذلك زوجه ) التي خلقها بكلمة منه في أحد أرحام إحدى إناث هذه الكائنات كما حدث مع في قصة المسيح ع وأنها حملته ووضعته وأرضعته وهكذا.


أما الرابطة بين هذا الاحتمال و نظرية التطور 
فنؤكد على أننا  
نقبل بوجود إمكانية لحدوث زيادة أونقصان بالجينات
ليخلق كائنات جديدة   
وهناك آيات ترجح ذلك مع التوكيد على حتمية وجود التدبير والقصد والإرادة الإلهية الخالصة
 قال تعالى 
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ---1فاطر ---
وقوله تعالى
الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار--- 8الرعد

أما لفظ التطور بحد ذاته غير مقبول عند المؤمنين بالله
 لأنه يعني أن الله خلق خلقاً ناقصاً أو مبتوراً
 ثم رأى أن يطوره
هذا التصور يطعن في كمال إطلاق صفات الله التي لايمكننا إدراكها
والواقع أن الله من اللحظة الأولى التي خلق في أبسط كائن حي أكمل وأتقن وأبدع في خلقه
. وكل الكائنات الأخرى المعقدة الأخرى هي كذلك متكاملة في خلقها 
كذلك يُرفض تماماً منطق آلية التطور الأعمى والغير عاقل

هذا ونحن نرى اليوم من جميع المخلوقات الحية من أبسطها إلى أعقدها على أعلى مراتب الإتقان في الخلق والصنع فحتى أبسط المخلوقات هي في أعلى مراتب التطور  .
 

هذا واعتماداً على صفة الله الخلاق فإنه من المؤكد أن يكون هناك تخليق مستمر للكائنات الحية ويمكن الاستدلال بأن المكتشفون في كل يوم يكتشفون أنواعاً وأصنافاً جديدة من هذه الكائنات لم تكن معروفة من قبل  

 

خلال بحثي بالانترنت لم أجد أحد تطرق لهذا الموضوع من قبل

لذا أقبل بكل ملاحظة حوله .